الرئيس ميقاتي يشارك في ملتقى برلين الرابع للسياسة الخارجية

زار دولة الرئيس نجيب ميقاتي العاصمة الالمانية برلين للمشاركة في "ملتقى برلين الرابع للسياسة الخارجية" الذي عقد على مدى يومين في جامعة همبولت بدعوة من "مؤسسة كوربر" الألمانية التي تعنى بشؤون السياسة الخارجية عن الشرق الأوسط وإنعكاسات أوضاعه على لبنان.

شارك في الملتقى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، مفوضة الإتحاد الأوروبي العليا للسياسة الخارجية فيديريكا موغيرني، سفير لبنان في المانيا مصطفى اديب وسفراء الدول المعتمدة في المانيا وشخصيات سياسية واكاديمية عربية واجنبية .

وقد تناول الملتقى محاور عدة أبرزها سياسة المانيا الخارجية وافق السياسة الاوروبية في مدى السنوات الخمس المقبلة مع استلام السيدة موغرينين لمهامها والتحديات التي تواجه السياسة الخارجية الاميركية والتحديات الجيو سياسية في اوروبا الشرقية ومستقل اوكرانيا، والوضع المتازم بين روسيا والغرب وعلاقة الصين بجيرانها والحرب في اسيا  اضافة الى الوضع  في الشرق الأوسط .

كما شارك الرئيس ميقاتي في جلسة عمل بعنوان "الشرق الاوسط في عين العاصفة" ضمت كلا من كريستوف هويسغن  المستشار الأمني للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، السفير الدكتور الرضى معيري رئيس المركز الوطني الإيراني لدراسات العولمة والدكتور عبد العزيز زاغر رئيس مركز الخليج للأبحاث في جدة.

إستهل الرئيس ميقاتي مداخلته بشرح "الواقع الذي يعيشه لبنان حاليا جراء الازمة السورية والتفاعلات التي احدثها النزوح السوري  الكبير الى لبنان ".وقال "ان هذا النزوح ادى الى تأثيرات ضاغطة على مجمل  التركيبة اللبنانية الإقتصادية والديموغرافية، اضافة الى البنى التحتية الاساسية، ولا يمكن لنا نحن اللبنانيين ان نستمر في تحمل اعباء هذا الواقع  بمعزل عن دعم المجتمع الدولي الذي نطالبه بالقيام بدور اكثر فاعلية وانتاجية في هذا المجال".

وإذ شكر "المانيا على وقوفها الى جانب لبنان وتنظيمها مؤتمرا لبحث قضية النازحين في المنطقة عموما ولبنان خصوصا"، قال "ان التعاطي الدولي مع قضية معالجة تداعيات النزوح لم يكن على المستوى المطلوب، وقد لمست هذا الامر خلال تولي رئاسة الحكومة، حيث ان مشروع "الصندوق الائتماني" الذي انشأناه لدعم اغاثة النازحين والمجتمع اللبناني جراء تداعيات النزوح لم يلق التمويل الدولي المطلوب، وبقيت اغلب مواقف التأييد من دون ترجمة اساسية".

وتطرق الى موضوع ما يسمى "الدولة الاسلامية" والنزاعات الحالية في الشرق الاوسط فقال "ان هذه التسمية فيها تجنّ وتشويه للمعاني الحقيقية والقيم السماوية النبيلة للاسلام، الذي هو دين رحمة وتسامح والقبول بالاخر، بحيث لا اكراه في الدين، واقول هذا الكلام من موقع الانسان المسلم والمؤمن بتعاليم  ديننا ومبادئه".

أضاف: قبل التطرق الى ما يحصل حاليا من صراعات وحروب ينبغي علينا اولا فهم الاسباب الحقيقية التي ادت الى هذا الواقع. وهذه الاسباب تتلخص بجملة عوامل داخلية وخارجية ابرزها صراع النفوذ الاقليمي والدولي المستمر في المنطقة والخلاف السني- الشيعي، اضافة الى الفقر والجهل  المستشري في العديد من المجتمعات العربية وغياب التعليم السليم في بعض الاحيان ناهيك عن الاخطاء المتتالية من قبل القيادات العربية التي تعاقبت على بسط ديكتاتوريات ادت الى انغلاق المجتمعات وارتفاع منسوب الفقر وعدم مواكبتها لحركة النمو الانساني والاقتصادي والاجتماعي . اما السبب الابرز لهذا التصدع  فهو بالتأكيد الصراع العربي - الاسرائيلي  وفشل كل التجارب الماضية وعدم الضغط الكافي على اسرائيل للقبول بالانسحاب من الاراضي العربية المحتلة وارساء سلام عادل".

وردا على اسئلة الحضور قال: في لبنان انقسام حاد حيال مقاربة موضوع حزب الله، وانا من جهتي اعتبر ان حزب الله  له حضور سياسي وشعبي وازن وهو مشارك  في الحكومة اللبنانية، لكن في المقابل ادعو الحزب الى الانسحاب من النزاع في سوريا، ولنعمل نحن اللبنانيين على تحصين وطننا عبر النأي بانفسنا عن الصراع السوري، وهذا النهج كنت أرسيته خلال حكومتي السابقة".

وردا على سؤال قال "تدل المعلومات الاولية على اجواء إيجابية للحوار الغربي مع ايران بشأن البرنامج النووي الايراني ما سيؤدي الى اتفاق- اطار مبدئي سيتابع بعد الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني. وانني آمل ان يواكب ذلك جهود اميركية- اوروبية لاشراك كل دول المنطقة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، في هذا الاتفاق الذي نأمل ان يرسي الامن والسلام في المنطقة".

وعن الوضع في سوريا قال "الاساس هو وقف الدم والدمار وامل من جميع الاطراف المعنية بالنزاع السوري بان تتحلى بالواقعية في مقاربة هذا الملف، واذا  تحقق ذللك يصبح الطريق اسهل لانجاح مهمة الموفد الاممي ستيفان دو ميستورا تمهيدا لاعادة استئناف الحوار وانعقاد مؤتمر  جنيف ٣ ".

وعن دور تركيا ومصر قال: لتركيا ومصر دور مهم في المنطقة، وانا اتمنى ان تقوم مصر  بهذا الدور بعد غياب سنوات عن الساحة السياسية العربية والدولية بسبب المشاكل الداخلية التي عانت منها. وانا ارى انه يمكن لمصر ان تقوم بمد جسر العبور بين  المملكة  العربية السعودية وايران. ولكن السؤال الاساسي هو من سيعيد بناء الثقة ومد الجسور بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا؟

وفي الختام سئل الرئيس ميقاتي كيف يتطلع الى الشرق الاوسط في المستقبل فاجاب: اننا نتطلع الى ارساء ديموقراطية فعلية في كل العالم العربي وتفعيل الاهتمام بتنشيط الاقتصاد ورفع مستوى التعليم ودخل الفرد وانتاجيته وتعزيز دوره، وهكذا نكون قد ارسينا فعلا اسس الشرق الاوسط الجديد، وانا متفائل بذلك. اما المدخل الى الحل النهائي في الشرق الاوسط فهو التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين يستند الى المبادرة التي اطلقها عاهل المملكة العربية السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز في القمة العربية في بيروت عام ٢٠٠٢.

تعقيب

وتعقيبا على مداخلة الرئيس ميقاتي قال المدير العام للسياسة الخارجية والمستشار الأمني للمستشارة انجيلا ميركل كريستوف هويسغن "نحن حضرة الرئيس ميقاتي نتفهم قلقكم من تداعيات النزوح السوري على بلدكم ونعرف ماذا تتحملون جراء ذلك ونحاول مساعدتكم على التخفيف من هذه التداعيات. ومن هذا المنطلق نحن نزيد تباعا حجم مساعداتنا للنازحين وللمجتمعات المضيفة ووضعنا خطة لقبول لجوء اعداد من هؤلاء النازحين ممن يصعب عليهم العودة الى بلادهم".

لقاءات

وقد اجرى الرئيس ميقاتي، على هامش الملتقى، لقائين مع من وزير الخارجية الالماني ومفوضة الإتحاد الأوروبي العليا للسياسة الخارجية.

 

مقابلة الرئيس ميقاتي على هامش ملتقى برلين للسياسة الخارجية