الاغتراب اللبناني في ألمانيا

يقيم في المانيا عدد كبير من الاجانب الذين تبلغ نسبتهم ٨،٢% من عدد السكان البالغ اكثر من ٨٠،٥ مليون نسمة وذلك بحسب الإحصاءات العائدة لعام ٢٠١٢ والصادرة عن مكتب الإحصاء الإتحاديّ الألمانيّ. وتبلغ نسبة المواطنين الألمان من أصول مهاجرة حواليّ ٢٠% من مجموع الشعب الألمانيّ وذلك استناداً إلى المعطيات الصادرة عن المكتب نفسه.

وتعتبر الجالية التركية من اكبر الجاليات المقيمة في المانيا. كما يقيم في ألمانيا اعداد كبيرة من المهاجرين المغاربة والأوروبيين الشرقيين الذين قدموا منذ اواخر الستينات وأوائل السبعينات بحثاً عن العمل في ألمانيا، وساهموا في اعادة تأهيل الاقتصاد الالماني.

يبلغ عدد اللبنانيين المقيمين في المانيا بحسب المعطيات المتوفرة لدى مكتب الإحصاء الإتحاديّ الألمانيّ حواليّ ١١٤٠٠٠ لبنانيّ وذلك دون احتساب عدد حاملي وثائق السفر الفلسطينيِّة وحاملي وثائق قيد الدرس الصادرة عن السلطات اللبنانيّة. وعليه، فإنّ الجالية اللبنانيّة تعتبر إحدى أكبر الجاليات العربيّة المقيمة في ألمانيا. أيضاً، فإنّ عدد الفلسطينيين المقيمين في ألمانيا من حاملي وثائق السفر اللبنانيّة يصل إلى حدود الـ ٣٠٠٠٠ (ثلاثون ألف).

بالإضافة إلى ما تقدّم يوجد الآلاف من اللبنانيين الذين اكتسبوا الجنسية الالمانية وبالتالي فهم غير مشمولين في الرقم الذي يحصي عدد أبناء الجالية اللبنانيّة والصادر عن مكتب الإحصاء الإتحاديّ الألمانيّ. وتشير الأرقام الصادرة عن المكتب السالف الذكر إلى أنّه منذ العام ١٩٩٠ ولغاية العام ٢٠٠٥ فقد حصل ٢٩٥٤٣ لبنانيّ على الجنسيّة الألمانيّة.

يعتبر الاغتراب اللبناني إلى ألمانيا حديث العهد، فقد بدأ بأعداد خجولة منذ بداية خمسينات القرن الماضي وسرعان ما ازدادت وتيرته مع السنين حيث بدأ اللبنانيون منذ منتصف السبعينيات بالتوافد بأعداد كبيرةٍ إلى ألمانيا. وقد وصلت هذه الهجرة إلى ذروتها في ثمانينيات القرن المنصرم حيث وفد عدد كبير من أبناء الجالية اللبنانيّة إلى ألمانيا إبان الإجتياح الإسرائيليّ للبنان في العام 1982، وقد ساعدهم في حينه على ذلك فتح ألمانيا أبوابها أمام اللبنانيين من طالبي اللجوء الذين قدّموا طلبات لجوء اليها هربا من الحرب الأهليّة الدائرة على ارض لبنان، ومن ثمّ هرباً من الاحتلال الاسرائيلي لجنوبه، لا سيما وان الجزء الاكبر من المغتربين اللبنانيين إلى ألمانيا هم من أبناء الجنوب اللبنانيّ. تتركز اقامة اللبنانيين في الولايات الغربية لالمانيا ويقل عددهم في الولايات التي كانت تقع ضمن ما كان يعرف بألمانيا الشرقية سابقا.

ويتوزع نشاط هؤلاء المغتربين على عدة قطاعات لا سيما تجارة السيارات وخدمات المطاعم والمهن الحرة بالإضافة إلى وجود عدد لابأس به من الأطباء والمهندسين والمحامين وأصحاب الاختصاصات العلمية والأكاديمية الذين استطاعوا تبوء مناصب متقدمة في ألمانيا. ويعتبر أغلب اللبنانيين وجودهم في المانيا مؤقتا، وهذا الأمر يدفعهم الى توظيف جزء من مداخيلهم في لبنان بشكل مشاريع فردية او تملك عقارات مما يساهم في دعم الاقتصاد اللبناني